الصمت العربي المريب على المستوى السياسي الرسمي إزاء المجازر الوحشية بغزة، يوحي بهاجس فظيع، وهو إمهال الأحداث على الأرض كي تتبين إثرها مدى قدرة الكيان الصهيوني على إنهاك المقاومة إلى حدود قصوى، فتُصبح معها ـ بدافع الخوف على أرواح الشعب التي تزهقها الآلة الحربية الإجرامية ـ فتستوي المقاومة حينئذ للقبول بهدنة مكرهة عليها، قد تقبل معها بإجراءات تفضي إلى فقدانها أسباب قوتها، ومن ثمة تساهم بنفسها في القضاء على نفوذها وحضورها في الشارع الفلسطيني.
فيتحقق
للقوى العربية الرسمية هدفها الثمين وهو زوال آخر معقل للإخوان الذي أجهزت
عليه في مصر، وعازمة القضاء عليه في كامل المنطقة العربية.
ومما يعزز إمكانية هذه الفرضية مؤشرات منها :-
- تسريبات إعلامية مقصودة (من مصادر إعلام صهيوينة وعربية على السواء) حول مسودة هدنة تعرض على الطرفين، تتضمن في طياتها القضاء على مخزون المقاومة من الأسلحة (وجد العدو الماكر المجرم في نموذج التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية ما يسند رغبته).
- تسريبات إعلامية مقصودة (من مصادر إعلام صهيوينة وعربية على السواء) حول مسودة هدنة تعرض على الطرفين، تتضمن في طياتها القضاء على مخزون المقاومة من الأسلحة (وجد العدو الماكر المجرم في نموذج التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية ما يسند رغبته).
- التلكؤ في عقد اجتماع طارئ عربي يعبر عن خطورة ما يحدث للمدنيين.
-
الأساليب الإعلامية في بلاد الأنظمة الجادة في استراتيجتها الحاسمة للقضاء
على الوجود الإخواني، وهي الفرصة الثمينة كذلك للقضاء على المقاومة. تلك
الأساليب الإعلامية التي اتسمت بـ: تحميل المقاومة سببَ ما يقع للمدنيين –
الخلط الإعلامي بين المقاومة والتنظيم الإخواني – والتهوين مما يقع
بالتركيز على أخبار وقضايا أقل أهمية مما يقع.
-
طبيعة المساعدات المُعلن عنها موجّهة تحديدًا للجانب الإنساني، وتجاهل
مطبق عن عمد المساعدات العسكرية بأي حال من الأحوال؛ مما يفصح عن الرؤية
العربية الرسمية المتلخّصة في عدم الاعتراف بحق المقاومة المسلحة في
الحصول على السلاح لتقوم بواجبها المشروع شرعًا وقانونًا، وفي أعراف الشعوب
التي تعرضت للاحتلال.
وقد
يذهب التوجس بصاحبه بعيدًا حول إمكان التخطيط للدفع نحو هذا الوضع
الملتهب؛ وينشأ هذا المستوى من التوجس إذا ما نظرنا إلى الأسباب الحقيقية
التي دعت الكيان الصهيوني لشن هذه الجريمة المنكرة والشرسة، إضافة لما تسرب
من أخبار عن إنطلاقها إثر زيارة سرية لشخصية مخابراتية عربية بارزة.
وأعتقد من المهم النظر إلى هذه الجزئية في سياق الأوضاع المستجدة في
المنطقة التي يطبعها استراتيجية التخلص من الوجود الإخواني الذي يمثل واحدة
من أهم أولويات الأهداف الاستراتيجية لقوى عربية ودولية.
0 commentaires: