vendredi 10 janvier 2014

التخلف والتعليم

نشرت من طرف : Unknown  |  في  08:17

تُقدم لنا تجارب الأمم أن حركة منظومة التربية والتعليم يمكنها أن تخترق واقع التخلف وتصبح أداة التنمية الحقيقية، لكن لذلك شروط حاسمة تدور كلها على الإرادة السياسية المتأسسة على توفير مناخ الحرية الضامن للمشاركة العامة الواعية، ذلك أننا لم نعثر على تعليم ناجح داخل دولة متخلفة فضلا عن
سيادة التبذير المالي ومافيا الربح ولا شيء غير الربح المادي. وهو ما يعني أن المدخل لنجاح حركة منظومة التربية والتعليم مرتبط بالقطع مع التخلف ومصادره، لأن فشل المنظومة هو الوجه الآخر لواقع التخلف مهما صُرفت من موارد بشرية ومادية ومالية، بل كلما تعقد الوضع السياسي وهيمنت عليه السلبية والغموض كلما تقهقر واقع التربية والتعليم إلى حد الانهيار.
فكيف تكون حركة هذه المنظومة مساهمة في دفع التخلف؟
1: أن هم المنظومة ترسيخ قواعد الاستبداد المطلق، ومعلوم أنه مصدر الفساد المطلق، إذ كل مداخل ومخارج حركتها خادمة لهذه المعضلة العقبة.
2: ترسيخ واقع التبعية للغرب، ومعلوم أن منظومة لا تتحرك في اتجاه التحرر ولا في واقع الحرية إنما هي أداة لتكريس الواقع المعيش وتثبيت أركانه حتى نبقى لقمة سائغة لغيرنا يفعل ما يشاء متى شاء وكيف شاء.
3: أن النخبة القائدة لعملية الإصلاح تشتغل عند ترتيب مضامين المنظومة ومناهجها على وهم خطير، في بناء المواقف النفسية والمجتمعية للمتعلم، يتجلى في بناء صراع غير واقعي وغير حقيقي بين مفهوم التقليد ومفهوم الحداثة، إذ بحضور هذا الوهم عبر تاريخ منظومة التربية والتعليم جعلها غير منسجمة لا مع الواقع الذي تتحرك فيه ولا مع المستقبل الذي يتحرك في اتجاهه المجتمع، وبهذا نرسخ واقع الانهيار الشامل لهذه المنظومة، لأن استدعاء هذا الصراع الوهمي لم يسمح بتكريس المفاهيم الحداثية كما هي في التجربة الغربية، ولا بتكريس المفاهيم التقليدية على صورتها الأصلية، مما نُتج عنه صياغة واقع مرتبك جدا في تحديد المضمون القيمي والحركي البنائي للمنظومة؛ أي سيادة الغموض الفظيع على غايات ومقاصد أهم أداة في حياة المجتمعات والأمم؛ التربية والتعليم.
ومن هنا يجوز الربط عندنا بين التخلف وبين التعليم من جهة، وبين التحرير والتعليم من جهة أخرى لتظهر لنا طبيعة المعادلة الحقيقية المؤسسة للإصلاح الحقيقي والمصيري لواقعنا التربوي التعليمي؛ معادلة ترسم نوع التحرك المرحلي للخروج من مساق الانهيار الشامل لهذه المنظومة، وهو العنوان الأبرز للانهيار السياسي والمجتمعي الشامل الذي يتهددنا بوضوح، كما ترسم نوع التحرك الاستراتيجي لإنجاز واقع الاستقرار على قواعد الحرية الكاملة؛ إذ لا تربية شاملة ولا تعليم جامع دون الاستقرار الكامل.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 commentaires:

back to top