jeudi 2 janvier 2014

حقوق المسلمين في المغرب

نشرت من طرف : Unknown  |  في  06:58


أين حرية العبادة وحقوق المسلمين، في المغرب، والدولة عندنا تحتكر الكلام باسم الدين، وتستغل جميع مؤسسات الدولة، ومنها أساسا وسائل الإعلام، لتكريس إسلام مخزني رسمي لا يبغض الحرام ولا ينكر المنكر، بل يحتضن الخبائث ويحميها فيما يسمونه سياسة إنعاش السياحة وتشجيع الاستثمار.
الدولة المخزنية تحاصر الكلمة الحرة والرأي الإسلامي المخالف والمعارض، وتضيق على رجال الدعوة الذين لا ترضى عنهم، وبالوشاية الكاذبة والشبهة اليسيرة تختطف وتعذب وتحاكم وتسجن، في خرق سافر للقوانين وانتهاكٍ صارخ لكرامة الإنسان وحقوقه، وإذايةٍ مُفرِطة لمشاعر جماهير الشعب المسلم.
الدولة عندنا تُغلق المساجد وتطرد الخطباء.....

والوعاظ وتمنع المسلمين من أداء شعائرهم لمجرد الشبهات والظنون، فضلا عن الخوف من السيد الأجنبي والخضوع لتعليماته وإرضاء طلباته.
الدولة عندنا لا تُحرم الحرام، كالخمر والقمار والربا والبغاء، بل تحميه بقوانين موضوعة على المقاس، فيها من الثغرات والفراغات والنصوص الغامضة والعبارات المحتَمِلة، ما يضمن للمحرّمات أن تنتعش وتنتشر وتتحكم في حياة الشعب المسلم وهي آمنة مطمئنة مرْعِيّة. أما معظم القوانين المتعلقة بهذه المحرمات، وفي مقدمتها أمُّ الخبائث، فهي مفروضة من فوق، لم يُحترم، في وضعها، لا حكمُ الشرع القاطع، ولا إجماع علماء الإسلام، ولا رأي أهل السياسة من ممثلي الشعب المسلم.
الدولة عندنا لا تُحرّم الفواحش، بل تشجعها بطرق غير مباشرة، مرة باسم الفن، وثانية باسم السياحة، وثالثة باسم الحداثة، ورابعة باسم التسامح، وخامسة باسم الحوار الحضاري. والحقيقة أن ليس هناك إلا الإصرار على المعاصي واتباع الشهوات والاستجابة لدعوة الهوى والشيطان.
أي شيء في مسابقات "ملكة الجمال" غيرُ الفحشاء المنكر؟
أي شيء في معظم المسلسلات والسهرات التي تبثها قناتا التلفزيون العمومي، غيرُ إلهاء المسلمين وترسيخِ ثقافة العبث والفراغ والتطبيعِ مع الفواحش والمحرمات؟
أي شيء في الأنشطة الصيفية التي تتبناها الدولة وتنفق عليها وتسهر على إنجاحها بالدعاية والبث المكثف في الإعلام العمومي غيرُ التمكين للسلوكات الماجنة والأخلاق المنحرفة والأذواق المنحطة؟
والمهرجاناتُ التي حطمت دولتُنا في تنظيمها الأرقام القياسية، هل من فائدة وراءها غيرُ العبث واللهو والمجون والانحطاط؟ 
إن من التناقض الذي لا تفسير له، عندي، إلا التضليل المُتعمَّد والإفساد المُبيَّت، هو أن نجد دولة ما ترفع شعار الإسلام، وفي الوقت نفسه، نجدها ترعى المحرمات وتمكن لها بحمايتها والترويج لها وإصدار قوانين تكرس شرعيتها وتصون حقوق القائمين عليها. هذا هو الواقع في بلادنا. هذا هو المعروف الذي لا يجهله أحد من المواطنين. والكذبُ والبهتان والجهل الأعظم هو أن يصرح المسؤولون في الدولة المخزنية بأن المواطنين في المغرب ينعمون ب"أمن روحي"، وأن "حرية العبادة" مكفولة للجميع، وأن القانون يحمي "عقيدة المسلمين" ويمنع تداول المحرمات بين المسلمين...إلى آخر ما شابه هذا من الأكاذيب والدعايات الباطلة.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 commentaires:

back to top