jeudi 20 février 2014

الثورة يصنعها الشرفاء

نشرت من طرف : Unknown  |  في  09:22


إرنستو "تشي" جيفارا (14 يونيو 1928 - 9 أكتوبر 1967) ثوري كوبي ماركسي أرجينتيني المولد

لم تكلل محاولات جيفارا للحصول على التدريب الطبي بالنجاح ووضعه الاقتصادي في كثير من الأحيان كان يمنعه من ذلك. وفي 15 مايو 1954 تم إرسال مجموعة من المشاة المحملين بمدافع سكودا والأسلحة الخفيفة من قبل تشيكوسلوفاكيا الشيوعية لحكومة أربينز (جواتيمالا) حيث وصلت إلى "بويرتو باريوس"، نتيجة لذلك، غزت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والجيش البلاد وثبتت اليميني الديكتاتوري كارلوس كاستيو أرماس في الحكم.

كان جيفارا تواقا للقتال نيابة عن أربينز (رئيس جواتيمالا) بل وانضم إلى الميليشيات المسلحة التي نظمتها الشبيبة الشيوعية لهذا الغرض، ولكنه شعر بالإحباط نتيجة لتقاعس الجماعة عن العمل وسرعان ما عاد إلى مهام الرعاية الطبية، وفي أعقاب الانقلاب تطوع للقتال مرة أخرى، لكن بعد فترة وجيزة لجأ أربينز إلى السفارة المكسيكية ونصح مؤيديه الأجانب بمغادرة البلاد
نداءات جيفارا المتكررة للمقاومة تمت ملاحظتها من قبل مؤيدي الانقلاب، وتم إعلان الرغبة في اغتياله . بعد إلقاء القبض على هيلدا جاديا، سعى جيفارا إلى الاحتماء بالقنصلية الأرجنتينية حيث ظل هناك حتى حصل على تصريح الخروج الآمن. بعد ذلك ببضعة اسابيع انطلق إلى المكسيك . تزوج جيفارا من هيلدا جاديا في المكسيك في سبتمبر من عام 1955.

عززت عملية التدخل للإطاحة بنظام أربينز في جواتيمالا وجهة نظر جيفارا تجاه الولايات المتحدة باعتبارها القوة الاستعمارية التي من شأنها أن تعارض وتحاول تدمير أي حكومة تسعى لمعالجة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية المستوطنة في أمريكا اللاتينية وغيرها من البلدان النامية.
كان جيفارا على اقتناع بأن تحقيق الماركسية لا يتم إلا من خلال الكفاح المسلح الذي يدافع عنه الشعب المسلح والطريق الوحيد لتصحيح مثل هذه الظروف وذلك بتعزيزها.
هيلدا جاديا كتبت في أن "جواتيمالا هي التي أقنعته أخيرا بضرورة الكفاح المسلح، وعلى أخذ زمام المبادرة ضد الامبريالية. عندما حان وقت الرحيل كان هو حينها واثقا من هذا.

وصل جيفارا إلى مدينة مكسيكو في مطلع سبتمبر 1954. وعمل في قسم الحساسية في المستشفى العام، إضافة إلى إلقاء محاضرات حول الطب في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك وعمل كمصور صحفي لاتيني لوكالة الأنباء. خلال هذا الوقت جدد صداقته مع نيكو لوبيز وغيرهم من المنفيين الكوبيين الذين كان قد التقى بهم في جواتيمالا.
في يونيو 1955، قدم له لوبيز راؤول كاسترو الذي عرفه في وقت لاحق بأخيه الأكبر فيدل كاسترو الزعيم الثوري الذي شكل حركة 26 يوليو و الذي خطط للإطاحة بالديكتاتور باتيستا.
خلال نقاش طويل مع كاسترو في أول اجتماع لهما خلص جيفارا إلى أن قضية كاستروا هي ما كان يبحث عنه وقبل الفجر كان قد انضم كعضو لما يسمى بحركة 26 يوليو. منذ هذه تلك اللحظة اصبح جيفارا يعتبر الولايات المتحدة تسيطر علي التكتلات بتثبيت ودعم الأنظمة القمعية في مختلف أنحاء العالم، في هذا السياق اعتبر باتيستا دمية الولايات المتحدة التي يجب إزالتها

على الرغم من أنه كان من المقرر أن يكون مسعف المجموعة القتالية، إلا أنه شارك في التدريبات العسكرية مع أعضاء الحركة. كان الجزء الرئيسي من التدريب يتمثل في تعلم تكتيكات الكر والفر في حرب العصابات.
خضع جيفارا وغيره لتدريبات شاقة تشمل مسيرات طوال 15 ساعة في الجبال وعبر الأنهار وخلال شجيرات كثيفة، وتعلم واتقن إجراءات الكمين والتراجع السريع. من البداية كان جيفارا الطالب المثالى لألبرتو بايو بين هؤلاء في مجال التدريب، وسجل أعلى مستوى في كافة الاختبارات المعنية. في نهاية الدورة تم تسميته "أفضل مقاتل" من قبل المدرب والعقيد بايو

كانت الخطوة الأولى في خطة كاسترو الثورية الهجوم على كوبا من المكسيك عبر مركب جرانما. و قاموا بتحديد يوم 25 نوفمبر 1956 للهجوم على كوبا.
قام جيش باتيستا (رئيس كوبا المدعوم من امريكا) بالهجوم عليهم بعد الهبوط مباشرة، وقتل العديد من ال82 مقاتلا في الهجوم الذي وقع ولم ينج منهم سوى 22 رجلا.
كتب جيفارا أنه خلال هذه المواجهة الدامية ألقى باللوازم الطبية والتقط صندوقا من الذخيرة من مخلفات أحد رفاقه الهاربيين وكانت هذه الخطوة الحاسمة حيث ترك نهائيا الطب وأصبح مقاتلا

ظلت مجموعة صغيرة من الثوار على قيد الحياة لإعادة القوة القتالية الرثة للمجموعة في عمق جبال سييرا مايسترا حيث تلقت دعما من شبكة حرب العصابات في المدن ومن فرانك باييس وكذلك حركة 26 يوليو والفلاحين المحليين مع انسحاب المجموعة إلى سيراليون
تساءل العالم عما إذا كان كاسترو حيا أو ميتا حتى أوائل عام 1957 عندما تمت المقابلة مع "هربرت ماثيوز" وظهرت في مقال بصحيفة نيويورك تايمز، المقالة المقدمة قامت بتصوير دائم، شبه الأسطوري لصورة كاسترو ورجال حرب العصابات، لم يكن جيفارا حاضرا للمقابلة، ولكنه في الأشهر المقبلة بدأ يدرك أهمية وسائل الاعلام في نضالهم، في هذا الوقت كانت اللوازم في انخفاض وكذلك الروح المعنوية، وعانى جيفارا من حساسية بسبب لدغات البعوض التي أسفرت عن خراجات مؤلمة بحجم الجوز على جسده، اعتبر جيفارا هذه المرحلة "الأكثر إيلاما في الحرب".

مع استمرار الحرب، أصبح جيفارا جزئا لا يتجزأ من الجيش والمتمردين وأقنع كاسترو بقدراته ودبلوماسيته وصبره.
اقام جيفارا مصانع لتصنيع القنابل اليدوية، وقام ببناء أفران لصنع الخبز ودرس المجندين الجدد التكتيكات ونظم المدارس لتعليم الفلاحين الأميين القراءة والكتابة. وعلاوة على ذلك أنشئ جيفارا العيادات الصحية وورش عمل لتعليم التكتيكات العسكرية وصحيفة لنشر المعلومات.
بعد 3 سنوات أطلقت عليه مجلة تايم لقب: عقل الثورة في هذه المرحلة تمت ترقيته من قبل فيدل كاسترو إلى القائد الثاني في الجيش

باعتباره المحارب الوحيد في مرتبة قائد إلى جانب فيدل كاسترو كان جيفارا قاسيا للغاية بشأن الضباط المنشقين الذين تم إطلاق النار عليهم من دون تردد، و تمت معاقبة الهاربين على أنهم خونة
وجيفارا كان معروفا بارسال فرق إعدام لمطاردة الذين يسعون للهروب بدون إذن، نتيجة لذلك أصبح جيفارا يخشى لوحشيته وقسوته.
خلال حملة حرب العصابات كان جيفارا المسؤول كذلك عن تنفيذ أحكام الإعدام على الفور للرجال المتهمين بالتخابر أو الفارين أو الجواسيس في كثير من الأحيان
كان جيفارا ينظر لدور القائد كالمعلم وكان يقوم بالترفية لرجاله أثناء فترات الراحة بين المناوشات وذلك بالقراءة لأمثال روبرت لويس ستيفنسون وسرفانتس والشعر الغنائي الإسباني.
وصف فيدل كاسترو جيفارا بأنه ذكي وجرئ وزعيم مثالي والذي كان له سلطة معنوية كبيرة على قواته. لاحظ كاسترو كذلك أن جيفارا يقوم بالكثير من المخاطرات حتى أن لديه ميل نحو التهور

كان لجيفارا دورا أساسيا في إنشاء محطة إذاعية سرية اسمها راديو ريبيلدي، في فبراير عام 1958، كانت تبث الأخبار للشعب الكوبي مع تصريحات من جانب حركة 26 يوليو ولم يتوفير الاتصال اللاسلكي بين عدد متزايد من المتمردين في أنحاء الجزيرة.
كان من الواضح أن مصدر إلهام جيفارا لإنشاء محطة كان من خلال مراقبة فعالية وكالة المخابرات المركزية التي قدمت إذاعة لجواتيمالا لإسقاط حكومة جاكوبو أربينز غوزمان.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 commentaires:

back to top